ad a b
ad ad ad

ساحة صراع جديدة بين روسيا والناتو.. مستقبل الساحل الأفريقي بعد الانسحاب الفرنسي وإنهاء «تاكوبا»

الخميس 14/يوليو/2022 - 05:18 م
المرجع
مصطفى كامل
طباعة

«مستقبل العالم مرتبط بالقارة السمراء»، بهذه الكلمات التي صرّح بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يفتح المجال أمام صراع جديد بين موسكو والناتو، في الساحل الأفريقي، لا سيما عقب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإنهاء مهمة قوة «تاكوبا» العاملة في منطقة الساحل الأفريقي، الأمر الذي دعا «الناتو» إلى التنبيه على الفراغ الأمني عقب تراجع النفوذ الفرنسي في الساحل الأفريقي بخروج قواتها من هناك.

ساحة صراع جديدة بين

إنهاء قوة «تاكوبا»

أعلنت فرنسا إنهاء مهمة قوة «تاكوبا» العاملة في منطقة الساحل الأفريقي، حيث قال الجنرال «باسكال ياني» المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية، إن إعادة تنظيم انتشار القوات العسكرية الفرنسية في منطقة الساحل، التي تقررت بتعاون وثيق مع الشركاء الأوروبيين والأمريكيين الشماليين، أفضت إلى إنهاء عمليات «تاكوبا» في مالي، وهو ما يتماشى مع توجه باريس خلال الأعوام الأخيرة، بالنظر إلى قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العام الماضي، خفض عدد القوات العسكرية المحاربة للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقية، بالتالي إغلاق القواعد العسكرية التابعة لبلاده في شمال مالي.

الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، أشار إلى ضرورة إقامة الدول الإفريقية بإنشاء إدارات في المناطق التي تسيطر عليها عسكريًّا، قائلًا: «إن الأمر يتعلق بطبيعة الحال بمنع منظمتين إرهابيتين من جعل منطقة الساحل وغرب أفريقيا أرضًا جديدة للتوسع وإرساء الجذور، لكن لا يمكن بأي حال أن نعوض مسؤولية وسيادة دول المنطقة وأداء دورها في توفير الأمن والخدمات للسكان».

ساحة صراع جديدة بين

وسيخلف القرار الفرنسي بالإنسحاب، تناميًا للخطر الإرهابي في منطقة الساحل، حيث سيؤدي الأمر من جهة أخرى إلى زيادة التغلغل الروسي، فقرار إنهاء مهمة قوة «تاكوبا» من شأنه المساهمة في تنامي الخلايا الإرهابية في منطقة الساحل، علمًا بأن هذه الأخيرة تعتبر من البؤر الرئيسة التي ترتكز فيها المنظمات الإرهابية، ما سيؤدي إلى تهديد الأمن والاستقرار.

وبدأت قوة «تاكوبا» مهام عملها في 2020، مكونة من قوات خاصة من 10 دول أوروبية، وبلغ عددها نحو 800 جندي، وكانت مكلفة بمساعدة القوات المالية في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة، وإعادة المناطق التي أخلتها خلال صراعها مع تلك الجماعات التابعة لتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

وأوقفت باريس سابقًا كلاً من عمليتي «سرفال» و«برخان»، أمام سخط شعوب المنطقة من فشل تدخلها العسكري في القضاء على الخطر الإرهابي، الذي حصد عددًا من أرواح المدنيين، ومن جهة أخرى نظرًا إلى توالي أخطاء القوات الفرنسية في بعض هجماتها التي استهدفت مدنيين.

ساحة صراع جديدة

الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، صرّح مطلع يونيو 2022، خلال لقائه مع الرئيس السنغالي «ماكي سال»، بأن دور إفريقيا على الساحة الدولية آخذ في الازدياد، وسوف تعمل روسيا على تطوير العلاقات مع القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن روسيا دائما ما كانت تدعم إفريقيا في صراعها ضد الاستعمار، وقد استقبلت روسيا منذ ثلاثة أعوام قمة روسيا إفريقيا، التي وضعت العلاقات الروسية الإفريقية على عتبة مرحلة جديدة، تؤكد فيها روسيا على اهتمامها بالقارة السمراء.

البيان الختامي لاجتماع حلف شمال الأطلسي «ناتو»، الذي عقد في إسبانيا، والذي وسع من اهتماماته ولم يقتصر على القطب الأوروبي، انتبه إلى الفراغ الأمني الذي سيخلقه الانسحاب الفرنسي، ما يشير إلى احتمالية توجه الحلف إلى منطقة الساحل والصحراء بذريعة استتباب الأمن في المنطقة، لكن الهدف الحقيقي هو قطع الطريق على النفوذ الروسي.

وعن تراجع النفوذ في الساحل الإفريقي، فإن هناك مؤشرات إلى تراجع دور فرنسا في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية بسبب التنافس الدولي، فضلاً عن الأزمة الأوكرانية التي أضحت من الاهتمامات الأساسية في السياسة الخارجية الفرنسية، حيث سيزيد التوغل الروسي في المنطقة عبر عبر القوات غير الرسمية «فاغنر»، وربما ستكون هناك كذلك زيادة في التوغل الصيني بشكل أو بآخر ولو بالدعم، بخاصة لقاعدة جيبوتي.

وفيما يتعلق بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ينوه المراقبون، إلى مغادرة نسبة كبيرة من قوات «فاغنر» في أفريقيا متجهة إلى روسيا لدعم الجيش في حربه، مؤكدين أن التعامل مع الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء هو بمنطق العسكرة بالعسكرة، مذكرين بفشل التجربة الفرنسية التي اعتمدت المقاربة العسكرية الصرفة في المنطقة، إضافة إلى فشل المقاربة التنموية، ولو بإعطاء عدد من المشاريع إلى المجموعة الخماسية كي تتماهى مع التدخل العسكري.


للمزيد: «داعش أفريقيا» يصعد في نيجيريا معتمدًا على الحرب الدعائية

"